الدين وأثره في فكر مالك بن نبي

عدد القراءات :3474

د. أحمد كافي
جامعة الدار البيضاء- المغرب

كثيرون لا يكون لأفكارهم العظيمة صدى في زمانهم،لعدم استعداد مجتمعاتهم ساعتها على التعلق بسامق الأفكار النيرة التي يعتنقونها ويؤمنون بها ويتنادون للنحت فيها.
إنها أفكار عظيمة لا تجد شروط حضورها واقعا في حياة الناس. ومالك بن نبي هو واحد من هؤلاء العظام الذين لم تكن استجابة الأمة لما أرقهم وصاحوا صيحتهم ، وأذنوا في أمتهم بمكامن ضعفها ، كي تفقه عثراتها ، ومكان القوة الكامنة في مجموعها ، كي تفقه مفاصل الانطلاق للنهضة والرقي.
ولئن كان العصر الذي ينشأ فيه المفكر والعالم العبقري لا يساعد نظرياته(1) أن تجد طريقها إلى واقع الناس يتنفسون ويهرولون من أجل الاستنجاد به. فإن المسؤولية عظيمة عليه أن لا يركن إلى التوبيخ والتقريع ، وأن يتجن بعدم إفادتها بما تنتظره منه ، إن كانت عاجزة عن معرفة دائها وشروط نهضتها.
ودواعي النهوض للدب ترتكز على:
أولا : أن يؤدي العالم والمفكر الملتزم مسؤوليته تجاه أمته والكون إلى جانبها بإبصارها بفقه العثرات وفقه النهضة.
ثانيا : أن يكون له أثر في من بعده من الأجيال إن عجز جيله عن الوفاء بمتطلبات ما ينادي به. وقد أثبتت التجربة التاريخية أن أي شيء ينفع الناس ، وفيه من الصلاح الشيء الكثير ،لن تضيع البشرية جمعاء في هذا الخير لئن أعرضوا عنه في زمانه فسيأتي في القريب طلابه(2). وهذه سنة كونية من سنن الله عز وجل في خلقه : ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾(3).
ثالثا : أن يخلد في تاريخ الإنسانية بالأثر الصالح الذي يسجل فيه نفسه كل من أراد أن يلتحق بركب الإنسانية التي تعترف للناس بجهودهم رغم اختلاف أجناسهم وأديانهم بما كان لهم على الإنسان والكون من الفضل. وهذه واحدة منا للإشارات النبوية التي ذكر فيها صلى الله عليه:” إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو عمل ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”(4).
 وظاهر الحديث حديثٌ عن الإنسان بغض النظر عن دينه أو قومه أو جيله .. فكل إنسان تجري عليه هذه السنة من حيث استفادة أجيال البشر مما تركه من صالح الأعمال والأقوال التي بصمت عن فضل وصلاح.
 كما ينص الحديث عن العلم النافع ولم يربطه هو أيضا بأي علم من العلوم ، فكل علم يكتس بشرعيته ومشروعيته من نسبة المصالح التي تربو عنده ، أو يكتسب استخفافا بما يكون فيه من المفاسد ، وساعتها قد يكون علما وقد لا يكون وعلى فرض كونه علما ، فهو بميزان الحضارة والوحي علم فتنة وضلال ، قال تعالى: ﴿ أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ الله ُ عَلَى عِلْمٍ ﴾(5).

لماذا مالك بن نبي؟:
1. التوصل عمليا إلى أن التغيير فقه وعلم ، له قواعد وأصول يجب أن تحترم لنفع الناس ونقلهم من الحسن إلى الأحسن أو من القبيح إلى المقبول. وتحويل الناس في حركة التغيير من السيئ إلى الأسوأ جريمة لا تقبل من جهة مقاصد الشريعة الإسلامية.
2. دراسة أصول الاجتهاد في الشريعة الإسلامية ودورها في التنمية البشرية وتجنب الخطايا والمآسي في كل عمل إصلاحي يبتغي جلب المصالح لعموم البشرية ؛ ودفع المفاسد عنها ، قياما بواجب الشهود الحضاري على العالمين. وجعل هذه القواعد والأصول منبسطة في عقول و إنجازات جميع الناس إن أمكن ، أو على الأقل أن يكون هو توجه التيار الأغلب فيهم.
3. دراسة التجارب الناجحة أو الفاشلة لحركات التغيير في العالم العربي والإسلامي ، وأسباب النجاح أو النكوص، بالوقوف على فقه العثرات عند هذه الأخيرة بصفة خاصة، وما خلفته من وخيم العواقب الفردية والجماعية، والعمل على مجانبة ما يوجد في سبيلها من الغي.
4. التعريف بجهود فقهاء التغيير المغاربيين، وما أثلوه من تراث في مجال التغيير الذي هو إرث الأمة الواجب عليها الانتفاع به، بانتهاج روح السداد في الـمُشرق منها؛ وتجنب مزالق الانحراف في التجارب الغالية(6).
والمفكر الإسلامي الإنساني مالك بن نبي الذي عاش بين سنة 1905 و 1973 هو أحد هؤلاء الذين اعترفت لهم البشرية اليوم بالإمامة في مجال تغيير الأفكار وبناء الحضارات، فشغل بالهم الحضاري، من حيث دورات النكوص وأسبابها، وأدوات الرقي وعواملها ، وقيض الله تعالى له تلامذة في كل بقاع العالم يعتزون بعبقريته الفذة، ومكانته السامقة. ونحسب أن هذا الملتقى الدولي الذي تنادت له الكفاءات من كل حدب وصوب تعبير عن تلكم المكانة التي اكتسبها الرجل بالخدمات العظيمة التي أداها لأمته، ولن نعدو حقيقة القول بأنه خادم الإنسانية فيما ينفع حضارتها.
ويتناول هؤلاء الخلص من تلامذته والسائرين على سبيله إبداعاته في مجال الفكر والنهضة والأدب والمفاهيم التي تحيى بها الجماعات الإنسانية والتي في كثير من الأحيان إن لم ترافق بمراجعة وتجديد وتطوير إلى أن تصبح أغلالا أمام التطور، إن لم تجلب معها المآسي للإنسان نفسه ولمن حوله.
ومن هذه المناولات العلمية ننصرف في هذه المداخلة إلى : ” أثر الدين في حياة وفكر مالك بن نبي”.
واليوم بالتحديد في ظل واقع الدول العربية التي تعيش هم الانتقال من زمن الصحوة إلى زمن النهضة التي طالما نادى بها مالك بن نبي، نكون في مسيس الحاجة إلى قراءة ما سطره لحاجة البلاد الإسلامية اليوم إلى هذا النوع من التأليف في فقه التغيير.

مكانة مالك بن نبي:
في أرض المهجر وبلاد الغزوة الاستعمارية التي بسطت نفوذها بقوة الحديد على بلاده ومعظم البلاد الإسلامية. من هناك صدع ابن نبي برأيه وأفكاره. من هناك صدع برأيه وأفكاره، فأصدر بهموم قومه: ” الظاهرة القرآنية”،”لبيك”،”شروط النهضة”،”وجهة العالم الإسلامي”،” الفكرة الإفريقية الأسيوية”.
وقد صدع برأيه غير منتصر لآمال قومه فحسب ،ولكنه منتصر لقيم الحق والعدالة التي تتعالى على الأزمان، ولا توجد مثل هذه النفحات الفكرية إلا بمقدار ما يرتبط الإنسان بالوحي.
ولقد بين أن الأعطاب التي وقع الابتلاء بها أعطاب حضارية. فكانت عناوين ما تعاطى الكتاب فيه بفكر وروية هو عنوانه الشهير لكتبه: مشكلات الحضارة.
لقد أراد لما اختاره أن يحقق أمرين:
الأول: أن يساهم في الدفع بعجلة النهضة ببيان شروطها وكيفية التخلص من العجز، وكيف النهوض من البركة الآسنة للتخلف.
الثاني: أنه أراد بالمعالنة أن يدفع عن نفسه تهمة التآمر، وأنه رجل معارض له أفكاره وآراؤه، وليس ممن يقولون أمرا في السر مخالفا لما يعتقده ويعمل به في العلن.
وإن مما ابتلي به كثير من المصلحين عدم الصدع بما يعتقدونه، فتراهم يعتقدون أمرا ويعملون خلافه. ولربما تورطوا في الإسرار بما يجعلهم لقمة سائغة للمستبدين أن يبطشوا بهم دون أن يجدوا النصير من أقوامهم، ودون أن يكون ثمن مظلمتهم ذيوع ما كانوا ثمنا له.

مالك بن نبي: الذكر الجميل والثناء الحسن:
إن المؤتمرات والندوات والأيام الثقافية والدراسات والبحوث ..للوقوف على الميراث الفكري التي استودعه بطون ما سطرته يمينه، وتفاعلت معها أحاسيسه ووجدانه، والتي ينهض بها العلماء والمفكرون والمثقفون، ويتنادون للاجتماع عليها من كل حدب ينسلون، لتؤكد بالدليل أن الذين يقومون لأمتهم ما وسعهم الجهد،لن يجدوا منها إلا عرفانا وثناء حسنا، ليس في بلد العالم والمفكر فحسب، وإنما في جميع بلاد الأمة المترامية شرقا وغربا، إن لم نقل في جميع الأرض. وهذا واحد من العرفان وهو منع إجلال بشرى له في دنياه، ومن الحسنا تغير المنقطعة التي تأتي من سبيل العلم الصالح الذي ينتفع به الناس(7).
فلا ينقطع نفع العمل الصالح لرموز الأمة وقياداتها العلمية أو الثقافية أو الفكرية .. ولا ينقطع الثناء والعرفان .. ولا تنقطع الأجور والحسنات.
وبالمقابل لنتذكر أمتنا من سعى في خذلانها، وركن إلى صف أعدائها، ونابذ هويتها و حضارتها، فوجب عليه منها من الثناء شرا عليه كما كان في الأولى. ولكم هي الجهود التي بذلت والأموال التي أنفقت من طرف هيئات ومؤسسات لجعل هؤلاء رموزا، ولكن الحس الجمعي للأمة رفضت أن يكون أمثال أبي رغالة رموزا، بل محطة للرمي بالنعال، وكيل ما يستحقون من اللعنات(8). رفضت الأمة أن تجعلهم أئمة تأتم بما سطروه من مراشد الهدى في سيرها الحضاري.
عاش ابن نبي ما يربو على الثلاثين سنة من حياته في أوربا، ولم تكن هذه السنون التي سلخها في الضفة الأخرى قادرة على أن تجعل منه شخصا آخر غير مالك بن نبي الجزائري العربي المسلم.
كان يعيش هذه السنوات بهموم المسلم الرسالي الذي يأخذ حذره عند التعامل مع عالم الأفكار أن يصاب بشيء من أمراضها، مثمنًا في ذات الوقت ما يستحق الإشادة، وناقدا وناقضا ما يوجد من الإخلال عندهم أو عندنا على حد سواء، فالاعوجاج لا يقبل وإن كان مأتاه الموافق.
إن الفيلسوف والمفكر الذي عاش الرسالية، وأرادها أن لا تضيع، ليس ـ كما يقول محمد المبارك هو ابن نبي، ولكنه الرجل الذي ينهل من نفحات النبوة وينابيع الحقيقة الخالدة(9).
لقد اختار البعض النفع العاجل لخويصة أنفسهم، فارتمى في أحضان الاستعمار داعيا أمته إلى السير على طريق الغرب في النهضة والإصلاح، والعمل بما هم عليه، ما يحمد منه وما يذم. ومنهم من قبل أن يكون النائحة التي تأخذ الثمن على ما عندها من العلم أو الفكر أو الثقافة(10)، ليكون نتيجة هذا العمل النازل مزيدا من تمدد التخلف في ديارنا. لقد كان هذا البعض خادما للمقاصد الاستعمارية، غير ملتفت إلى المقاصد الشرعية. ففضل رعي الخنازير على رعي البقر(11).
وقد تكون للإنسان مواقف طيبة من الدين، ولكن مكانته إنما تكبر عندما يكون التيار الغالب وموجة الإلحاد عاتية مسيطرة. وهي الفترة التي عاشها ابن نبي. ومع ذلك لم يسر معتقده في أهمية الدين ليس في حياة الإنسان فحسب، بل في حياة الحضارة وبقائها واستمرارها. وهنا تظهر السابقة لأمثال ابن نبي في عدم التهيب من صوته, وإن كان مفردا خارج سرب القوم وتفكيرهم. وقد كان يستشعر خطورة ما يقوله وأنه معرض للسحق الفكري من طرف سدنة نار العلم والمعرفة. يقول في كتابه:” الصراع الفكري في البلاد المستعمرة “: “إن من يكتب في موضوعات كهذه، وهو يعيش في بلاد مستعمرة، يرى نفسه كذرة ألقت بنفسها بين قوى رهيبة متطاحنة، ويشعر بأنه إن لم يحدث لتلك الذرة أن تسحق إلى غبار فإنها معجزة”(12).

مالك يعرف نفسه:
كثيرون في أيام المحنة والأزمات لايريدون الإفصاح عن هويتهم حتى تكون لهم يد وحظوة عند هؤلاء وعند هؤلاء، وهم بتلونهم قادرون بما يقومون به من المكر أن يقول لكلا الفريقين: إنا معكم. فلذلك تراهم يجتهدون في كتمان مذهبهم وفكرهم وما يعيشون من أجله على حد قول الشاعر :
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به****وأكتمه كتمانه لي أسلم(13)
أما ابن نبي فسطر في التعريف بنفسه بالقول:” فيما يخصني إنني بذلت شطرًا من حياتي في سبيل الحركة الإصلاحية، وشهدت في مناسبات مختلفة بالفضل لجمعية العلماء التي قامت في الجزائر، وتكلَّمتُ مرات في معاهدها دون أن أكون عضوًا من أعضائها”(14).
هذه الحركة الإصلاحية التي بذل شطرا من حياته في سبيلها هي الخط الذي سارت فيه جمعية العلماء في الجزائر. وقد فتح بإعلانه ومنهجه في التغيير معركة مع : “أقلام وأبواق الاستعمار”، الذين لم يتردد في وصفهم بـ” الأرضة المتعلمة “، و” الحشرات المدسوسة”(15).
لقد كان مالك بن نبي يعيش حالة المضطر وقسوة الظروف الاستعمارية، ومع ذلك فقد عاجل نفسه بالإبانة عن أفكاره والدفاع عنها في ظل الأمواج العاتية من التشويه والتحريف وإحداث التصدعات. وقد دخل مجال الإبانة عن قواعد وأحابيل الصراع الفكري وهو يعلم أن الظروف القاسية قد اضطرته للدفاع عن أفكاره(16).
وقد كان رحمه الله تعالى يرى أن التمسك بحرية القول والصدع به واجب مقدس لا يقبل التنازل عنه وإن كان الثمن هو أن يؤذى في سبيله، حيث يقول : “ولكنه من واجبنا أن نتمسك بحرية الفكر أمام الموت مع خشوعنا إزاءه”(17).

إعلان عن الانتماء:
والناظر في إهداءات كتبه يجد أن مالكا يصدع بإعلان الانتماء لهذه الأمة وأنه على خطها ماض في القيام بشأنها كواحد من البررة من أبنائها. فإذا أخذنا نماذج من إهداءاته سنجده:
• يهدي للشعب الجزائري كتابه “وجهة العالم الإسلامي”، وهو يحيِّي كفاح المرأة والطفل والشهداء والأبطال، من أجل الحق المقدس: البقاء والكرامة والحرية. ويذكرهم بموعود الله عز وجل: ” وكان حقا علينا نصر المؤمنين “.
• يهدي لأمه وأبيه كتابه: ” الظاهرة القرآنية” جزاء ما أهديا له وهو في المهد، هدية الإيمان التي يعتز بها. فيرى نفسه وهو يقدم كتابا عن القرآن في أحد أوجه علومه، أن يعتز بما اعتز به القرآن الكريم وهو الإحسان إلى الأبوين.
• يهدي كتابه: “القضايا الكبرى” لواحد من أعلام الجهاد العلمي والعملي في الجزائر، إنه العالم العامل الأمير عبد القادر الذي مثل الملحمة الوطنية المجسدة لمصير الوطن والثقافة والحضارة.
• يهدي كتابه في” مهب المعركة” إلى شهداء الثورة الجزائرية الذين حققوا أحلامهم بدمائهم، وهي تلكم الأحلام التي تعبر عنها صفحات الكتاب.
• يهدي كتابه:” مشكلة الثقافة” إلى الشباب المتطلع إلى العودة بالمجتمع الإسلامي إلى حلبة التاريخ.
• أهدى مقالته الماتعة:” بين الأفكار الميتة والأفكار القاتلة” سنة 1953 إلى إخوانه من أعضاء جمعية العلماء، الذين اعتبرهم أصحاب فضل ومزية في تكوين جانب كبير من العقل الجزائري، وفي تحضير رواد الثقافة في البلاد.
وفي هذه الإهداءات:
1ـ اعتراف لأهل الفضل والصلاح.
2ـ إشادته بالجهاد والمجاهدين.
3ـ إشادته بالعلماء وبأدوارهم الرائدة.
4ـ اختيار خط الدين وجهاد الاستعمار الذي اختاره هؤلاء الأعلام، وهو يعتبره واجبا عليه،حيث قال:” وأما الواجب الثاني ..فهو يتعلق بشخصي كجزائري ساهم في الكفاح ضد الاستعمار منذ ربع قرن، ويأتي الآن كي يواصل هذا الكفاح تحت راية الثورة الجزائرية”(18).

الدين تحرير:
إن الحق الذي عاش عليه من دينه، هو الذي جعل مالك بن نبي لا يتردد من الرد على أكابر أئمة العلم والدين، ما دام هذا الرد عنده ملجم بلجام الأدلة والبراهين.

الأفغاني ومحمد عبده:
فتراه لا يتهيب من الرد على الأفغاني فيما ذهب إليه من وصفه لأسباب التخلف، كما لم يتهيب في الرد على محمد عبده هو أيضا. لقد قال في معرض رد مذهبها في الإصلاح:” فرأي رجل سياسي كجمال الدين الأفغاني : أن المشكلة سياسية تحل بوسائل سياسية، بينما رأى رجل دينٍ كالشيخ محمد عبده أن المشكلة لا تحل إلا بإصلاح العقيدة والوعظ ..الخ .. على حين أن كل التشخيص لا يتناول في الحقيقة المرض، بل يتحدث عن أعراضه”(19).
وصدع بالقول عنهما ومن تبعهما في سبيلهما الذي شرعاه :” إنهم منذ خمسين عاما لا يعالجون المرض، إنما يعالجون أعراض”(20).

جمعية علماء المسلمين الجزائرية :
لقد انتقد عليهم ما وقع سنة 1936 من الهبوط من قمة الإصلاح إلى هاوية لا قرار لها(21)،ومن شعور العلماء المصلحين بمركب النقص إزاء قادة السياسة في ذلك العهد فمالؤوهم وسايروهم(22)، وأن العلماء آنذاك قد وقعوا في الوحل حيث تلطخت ثيابهم البيضاء، وهبطت معهم الفكرة الإصلاحية(23).
ومع ذلك شهد لعلماء الجزائر بالريادة في مجال الإصلاح مقارنة مع جميع التيارات الإصلاحية،حيث قال :” ولقد كانت حركة الإصلاح التي قام بها العلماء الجزائريون أقرب هذه الحركات إلى النفوس، وأدخلها في القلوب، إذ كان أساس منهجهم الأكمل قوله تعالى :﴿ إنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (24)”(25).
كما شهد لجمعية العلماء أن زلتهم كانت بريئة، لما توفر فيها من النية الطاهرة والقصد البريء(26)، وأنه مهما كان شأن جمعية العلماء إزاء ذلك الانحراف، ومهما كان ركونها أحيانا إلى التفكير غير المنهجي، فإنها لا تزال في طليعة النهضة الجزائرية الصحيحة، ومن أقوى محركاتها(27).
وهاهنا يجب أن نؤكد على ما تشربه مالك بني، وهو:
1ـ لا يلزم المدح المطلق من غير عتاب ونقد إذا دعت الحاجة إليه، وهو واجب النهي عن المنكر الذي لا ينبغي للأمة أفرادا أو مؤسسات أن يطلب منها ومنه التخلي عنه أو التوجه به إلى وجهة واحدة، بل قد يكون لمنهم في الصف أولى حتى لا نصنع الطغاة بالسكوت عن الانحرافات التي تبدأ صغيرة، ثم لا تلبث الرعونات أن تستوي على سوقها فلا يقبل أصحابها نصيحة ولا نهيا.
2ـ إن صنمية الأفكار أو الأشخاص لا مكان لها في دين الإسلام، بل كل يؤخذ مما قاله أو يرد منه ،بحسب ما فيه من الصلاح والتوفيق.
3ـ إن الرد والتصويب وإن كان حقا لكل مسلم، وحق أصيل لكل مفكر وعالم، لا يجيز له هذا الحق التطاول والتسفيه والتجهيل لمن خالفه الرأي، فإن الناس سواسية في إبداء آرائهم، وهم فيما يرونه قبائل من الرأي.

الحضارة بالدين والدين لاحمٌ:
وجعل عنوان أحد محاور كتابه :” شروط النهضة” : أثر الفكرة الدينية في تكوين الحضارة. وهو يؤكد أن شروط النهضة الثلاثة : الإنسان، والتراب، والوقت. لا يمكنها أن تحدث أثرا ولا أن تجلب للبشرية تحضرا ورقيا ما لم يكن هناك عنصر حاسم في الدفع بهذه الثلاثة إلى ميدان الإعمار والشهود. هذا العنصر اللاحم المركب لشتات العناصر(CATALISEUR) لن يكون أبدل سوى الدين بمفهومه الواسع عند كل الأمم.
إن الأمم إما أن تكون مجموعة بشرية وأكواما من الناس لا ينتظمون في نظام، ولا يعملون لمقصد إنساني. وإما أن تجتمع على روابط ترصها في العمل الذي ترومه وتكدح من أجله. ولا يمكن بحال أن تنشأ حضارة في غيبة الدين. إن الدين هو الذي يجعل الوقت والتراب والإنسان، العناصر الثلاثة كشروط للنهضة عند ابن نبي. لا يمكن لمجموعة بشرية أن تكون لها حضارة في غيبة هذا الأصل الأساس الذي يلحم ما تفرق، ويجمع ما تناثر. يقول وهو مطمئن إلى قوله : ” فالعلاقة الروحية بين الله وبين الإنسان، هي التي تلد العلاقة الاجتماعية، وهذه بدورها تربط ما بين الإنسان وأخيه الإنسان، ولقد علمنا من حديثنا في الفصل السابق أنها تلدها في صورة القيمة الأخلاقية. فعلى هذا يمكننا أن ننظر إلى العلاقة الاجتماعية والعلاقة الدينية معا من الوجهة التاريخية على أنه ما حدث، ومن الوجهة الكونية على أنهما عنوان حركة تطور اجتماعي”(28).
وهكذا نجد الدين عند مالك بن نبي أساس من أركان الحضارة من ثلاث نواح، هي:
الأولى: أن نسجه للعلاقات الاجتماعية تعد من الوجهة الكونية عنوانا على حركة التطور الاجتماعي.
الثانية: أن نسج العلاقات الاجتماعية لا يكون متينا إلا بالقيم الأخلاقية التي يدعو إليها، فيكون البناء الحضاري رصينا لا تكون معه ساعتها فراغات بين أفراد المجتمع بحيث يصبحون أفرادا لا يكونون أمة، وفي هذا يقول رحمه الله تعالى:” إن درجة الفراغ تقل، حيث تصبح صورة المجتمع بعض ما يوحي به قوله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا “، فتلك صورة المجتمع الذي لا يوجد به فراغ اجتماعي”(29).
الثالث: أن غيبة الفكرة الدينية وبعبارة أسد : تغييبها قسرا معناه الارتماء في التكديس وليس ثمة حضارة أو إبداع.
وبناء عليه، فإن العاملين على نفي الدين يرتكبون خطيئات ثلاث:
الأولى: أنهم يسعون في معاكسة الشعوب التي رغم أميتها أو تعلمها تجد نفسها بحاجة إلى روح للبقاء متمثل في الدين أيُّ دين. ومعاكسة الجمهور الأعظم لا يكون إلا بالاستبداد، الذي يحمل ثمرته في الأخير انتصار الشعوب.
الثانية: أنهم يعملون على تفكيك العلاقات الاجتماعية بما يكون معها من آثار مدمرة، وبروز مساوئ الناس في شكل أنانية وأمراض التوحش واليأس والانتحار.. وغيرها من الأمراض التي تأتي حتما بالقسر على الدين أن يتوارى، وهو حاجة اجتماعية. والإصرار إصرار على إزالة القيم التي تحيى الإنسانية بها.
الثالثة: ومن حيث درى هؤلاء أو من حيث لا يعلمون، فإنهم يعملون على بقاء التخلف. لأن التقدم والإعمار لا يكون إلا مع نسبة من العلاقات الاجتماعية التي تجمع الناس ويلتفون حولها.

أثر الدين في كتب مالك بن نبي:
لقد اختار مالكا عن وعي للكثير من كتبه الإفصاح عن الدين وأثره في وجدانه وعمق تفكيره، فكان يُعالن به فيما يصطفيه من عناوين لبنات أفكاره. وهكذا نجده لا يتوارى في الإفصاح عنه فيما يختاره.

• دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين:
وهكذا نجده يساهم في بيان واجبات الوقت التي يجب على المسلم إنجازها. كما يصرـ وهذا من فطانته في القول ـ أن ما يقدمه إنما هو للمسلم في فترة زمنية محددة هي : الثلث الأخير من القرن العشرين. وهو تحوط منه ودراية عظيمة بتاريخ الأفكار، وأن العقود قد تختلف التزاماتها باختلاف ما استجد فيها. ولئن كان لما بسطه لا يزال له راهنية. ولكن مطلب الزمان وعنصر الوقت لا ينبغي أن يغيب. ومن يدري أن تكون للمسلم أدوار أخرى بعد كل ثلث يستقبله الناس.
• المسلم في عالم الاقتصاد.
• وجهة العالم الإسلامي.
• الظاهرة القرآنية:
 وهذا واضح من أن يستدل له فإنه قصد مباشرة العمل بالقرآن الكريم الذي يتعالى كل نقيصة، ويسدد مراشد أمور السالك دروب الحياة.
• لبيك
• فكرة كومنولث إسلامي
• ” الإسلام والديمقراطية” 1968.
• مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي.

وهذه الكتب ـ وغيرها ـ من الكتب العميقة في بيان تطور الحضارات وما يعرض له من الشيخوخة والنزول، قد نحت لها عناوين تعبر عن جهة الصدور، أي أنها تعبر عن فكر مرتبط بالدين، وبخاصة دين الإسلام العظيم.
عندما يكتب العالم والمثقف لأمته، بتعبير بعض فلاسفة الغرب : المثقف عندما يكون ملتزما، له رسالة ينهض بها، ولا يضره من عارضه أو خالفه، ولا يضع علمه خدمة للتقليد , لإطالة أمد القهر والرجعى، أو يضعه خدمة للاستبداد .
ولم يكن متعصبا لجنسه فكان الوعي عنده بأنها مشاكل كل الإنسانية، فكان اختيار “مشكلات الحضارة” للغالب من كتبه، يتلمس الأدواء الحضارية لحضارته للتعافي من الأغلال التي أحاطت بها، وللحضارات الأخرى نصيب في هذا السبيل.

مالك بن نبي ومحاربة الوثنية الفكرية:
ويتحدث الناس في مجال التدين عامة، وفي مجال العقائد بشكل أخص عن الوثنية والصنمية في المحسوسات التي يتوجه الإنسان إليها صامدا خاشعا مثل اللات أو العزى أو هبل أو غيرهما مما يصنعه الإنسان أو يتخذه معبودا له لا يتقدم أمامه ولا يتأخر، ليدخل في منظور الدين الإسلامي منطقة المحظورات، وإن شئت أن تقول منطقة كبائر المحظورات التي تسلم الإنسان إلى الشرك والكفر.
ولكن مالك بن نبي وإن شارك الجمهور الأعظم في هذه المصيبة، فإنه فتح أعين المشتغلين بعالم الأفكار إلى أن الوثنية لا تضيق حتى تقصر على ما سبق ذكره عند عرب الجاهلية من المحسوسات بل قد تكون في مجال الأفكار والمجردات التي يبدعها الإنسان، ثم لا يلبث أن يَبْهَر بسحرها وجاذبيتها وقوتها لحظة نشوؤها، فيقف أمامها خاشعا كما يقف صاحب الصنم أمام صنمه، محذرا من أن تتحول الأفكار إلى معبودات لا تقبل أن يُقَلِّب الإنسان فيها وجهة النظر وإن اقتضى الأمر التخلص منها، فإنه لا يشعر بالحرج، بل يشعر بالسعادة أن تخلص مما لم يعد صالحا، واستبدله بالأصلح.
إن الوثنية في عالم الأفكار مضرة بعجلة النهضة والتغيير لأنها تمنع منافذ الإبداع، وتوقع الإنسان في مصيبة الاقتناع بالفكرة إلى حد العبودية لما سبق إنتاجه، وهنا نرى تلك الأقوال الوثنية القائلة مثلا: ليس في الإمكان أبدع مما كان. فتصبح الأفكار التي أبدعت زمنا غابرًا وثناً لا يجوز أن يتعرض له بالمساءلة، أو البحث عن بقاء زمن صلاحيته للاستعمال بالنسبة للأجيال. ولا يقبل في الجهة المقابلة قول من يتعرض لها أو ينقدها وينقضها. فكأن عابد الأفكار يرى في هؤلاء أعداء لوثنه يجب أن يقف دون تحقيق ما يروجون له.
وقد أطال ابن نبي النفس في الحديث عن هذه المعضلة في مجال مشكلات الحضارة بأن خصص كتابا كاملا تحت عنوان:” مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي”. وعرض مالك بن نبي للفكرة الوثن بالشرح والبيان، للمقاصد الآتية:
1ـ توسيع مفهوم الوثنية. لأن الأمور عنده بمعانيها لا بأمثلة تقرب معنى الفكرة التي تصبح (الأمثلة) مع مرور الوقت متماهية في دلالتها مع المصطلح الفسيح الواسع الذي يستوعب مداخل الشرك في القول أو الاعتقاد أو الفكر، فإن الصنمية تتلون وتلبس لكل جيل لباسا.
تَلَوَّنُ في كل يوم مناة شاب**** بنو الدهر وهي فتاة(30)
2ـ تحرير الإنسان المسلم حتى لا يشتغل مع مقدسات في مجال الإبداع الإنساني، وأن بإمكانه أن يبدع إذا تخلص من آثار العبودية ما كان عليه السلف من العمل الذي أبدعوه لصالح زمانهم. وهذا التحرير تحرير لطاقة الانطلاق والسير دون معوقات.
3ـ الانتباه والتيقظ الدائم للبؤر القاتلة، التي تفرمل عملية النهضة. فيجب كنس هذه العراقيل في الطريق التي يجب أن تسلك لا حبة من أخاديد مانعة من الوصول، أو عقبات معيقة للاستمرار في السير.

ولنا في الخير كلمة
ولا تزال جمهرة عظيمة من أفكار مالك بن نبي لها حضور وأثر، ولا تزال الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى هذه الأفكار التي تعد لما تبحث عنه من النهضة والرقي. وكل من أراد خيرا بأمته فسبيله في ذلك أن ينطلق من حضارتها وهويتها التي ابتدأت مع الدين وارتفعت به، ولا خط لحركة النهضة من غيردين .

الهوامش:
ــــــــــ
1 ـ عاش بن نبي في فترة القلق والغزوة الاستعمارية العنيفة التي أحاطت بالعالم الإسلامي من جميع أطرافه تقريبا، عاش من سنة 1905 إلى سنة 1973م ، وهي الفترة التي كان فيها شاهدا على عصره . ولهذا كان من مؤلفاته الدالة: مذكرات شاهد للقرن .
2 ـ كان ابن حنبل يقول للمعارضين لأقواله وأفكاره: بيننا وبين أهل البدع الجنائز.
3 ـ سورة الرعد: 17.
4 ـ صحيح ابن خزيمة : كتاب الزكاة ، حديث: ‏2323‏.
5 ـ سورة الجاثية، الآية 23.
6 ـ من الغلو: أي الجنوح والبعد عن الرشد والسداد.
7 ـ وقد ورد به الحديث الثابت الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:” إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”.
8 ـ يقول مسكين الدارمي (ت 89 هـ):
وأرجم قبره في كل عام **** كرجم الناس قبر أبي رغال
وقال جرير يهجو الفرزدق(110هـ): إذا مات الفرزدق فارجموه **** كما ترمون قبر أبي رغال
9 ـ وجهة العالم الإسلامي: ص13.
10 ـ وقد قص الله تعالى في كتابه عن هذه الفئة التي توظف ما عندها من العلم في الإضلال، فقال وهو أصدق القائلين: “أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهَ ُعَلَى عِلْمٍ” سورة الجاثية، الآية23. فاختارت هذه الطائفة بما عندها من نور العلم طريق الغواية والضلال وانزعجت من طريق النهضة و الرشد والإصلاح.
11 ـ من الكلمات التي قالها المعتمد بن عباد: لأن أرعى الإبل عند ابن تاشفين خير من أن أرعى الخنازير عند ألفونسو. وفي رواية ثانية قال لهم المعتمد بن عباد كلمته المشهورة: ” لأن أرعى الجمال في صحراء العرب خير من أرعى الخنازير في أرض الصليبيين “. وتشاء الأقذار أن يكون من هؤلاء من يرضى أن يكون راعيا لأوساخ الأفكار التي تضر ولا تنفع عند أحفاد ألفونسو، وبتعبير مالك: التمسك بالأفكار القاتلة.
12ـ الصراع الفكري: ص107.
13 ـ وإن كان سياق هذه القصيدة التي أنشأها الزمخشري في النعي على المذهبية البغيضة.
14 ـ في مهب المعركة: ص140، وإن كان ابن نبي يجد في نفسه على جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، وأنها لم تدعه لتقديم خبراته ولو قدم الطلب إليها (هامش ص140). وفي مكان آخر:” وقد سبق أن أهديت لرئيسها أحد كتبي ، فلم تجد في كلتي المرتين الفرصة للشكر على الإهداء: حتى أنني لو كنت أجنبيا لقلت: إن العلماء المسلمين الجزائريين لا يشكرون هدية الأفكار وإنما يشكرون هدية الأشياء…(في مهب المعركة: هامش ص127).
ولهذا التجأ في أسباب تعود إلى سنوات مديدة ليست هذه المداخلة منصبة على بيانها. وأعتقد أنه يجب دراسة سبب أو أسباب التجافي بين جمعية العلماء المسلمين في الجزائر وبين مالك بن نبي رحم الله تعالى الجميع. لأن الداء واحد في البلاد العربية الإسلامية . وهذا الوقوف هو الذي يمكن من لحم الصف لإحداث التغيير والإصلاح المنشود بين جميع الكفاءات الوطنية.
15 ـ في مهب المعركة: ص76 الخ.
16 -الصراع الفكري في البلاد المستعمرة : ص09.
17 ـ الصراع الفكري في البلاد المستعمرة : ص12.
18ـ في مهب المعركة: ص81.وهو إذ يكاتب المسؤولين عن الثورة الجزائرية في الإعلان والإعلام بالانتماء إلى أمتهم دافعا عن خطها الإصلاحي حسب ما يراه صادقا غير متهيب من أمانة قوله التي قد تكون في كثير من الأحايين نقدا ذاتيا صارما لا يعجب الأصدقاء، ويجتهد الاستعمار في توسيع خرق التباعد من خلال عدم الانتباه إلى حرية الناس في الغرم والغنم معا. يقول ولعلها بمرارة:”وقد يتساءل الآن القارئ لماذا لم يأت نيرد؟
فربما اعتقد المسؤولون أن الثورة الجزائرية ليست في حاجة إلى تطوعي، وربما فكروا أن مؤهلاتي ليست كافية، وربما …”(في مهب المعركة: ص81).
وملاحظتي مثل سابقتها المتعلقة بجمعية العلماء المسلمين في الجزائر.
19 ـ شروط النهضة: ص41.
20 ـ نفس المرجع السابق والصفحة.
21 ـ المرجع السابق الصفحة 25.
22 ـ المرجع السابق الصفحة 29.
23 ـ المرجع السابق الصفحة 30.
24 ـ سورة الرعد ، الآية 11
25- شروط النهضة: الصفحة 25
26 – المرجع السابق الصفحة 30.
27 ـ المرجع السابق الصفحة 29.
28 ـ ميلاد مجتمع: ص52.
29 ـ ميلاد مجتمع: ص53.
30ـ البيت للشاعر محمد إقبال. ومناة رمز عنده للوثنية التي تتلون.

الملتقى الدولي: مالك بن نبي و استشراف المستقبل
من شروط النهضة إلى شروط الميلاد الجديد
في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية
تلمسان 12 ـ 13 ـ 14 ديسمبر 2011 م
17 ـ 18 ـ 19 محرم 1433 هـ

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.