مالك بن نبي وثورة 54

عدد القراءات :5731

حوار مع الباحث الصادق سلاّم1

1 – هل تابعتم الحملة التي استهدفت محاولة إبراز علاقة متوترة بين بن نبي والثورة الجزائرية في المدة الأخيرة؟
– لم أتابع كل ما جاء في هذه الحملة التي تشنها من جديد بعض الأوساط المحبة للجدال الذي يزيد في الإبهام ويسيء بالحقيقة التاريخية التي تعتبر أول ضحية للحروب؟ ولكن اطلعت على أهم ما جاء في هذه الحملة المؤسفة . ليس هناك جديد بالنسبة للاتهامات الباطلة الموجهة إلى مالك بن نبي سوى الإصرار على عدم رفع مستوى النقاش. ذلك أن من يعادي هذا المفكر إنما يتهجم على شخصيته معترفا ضمنيا أن ليس لديه حجة واحدة قد تكون شبه مقنعة.

2 – لماذا نلاحظ وجود نقمة كبيرة لدى بن نبي من رموز الحركة الوطنية؟
– لم يكن بن نبي ناقما على أحد من منتقديه لأنه كان صاحب نزعة إنسانية إسلامية فيها من الحلم العربي والمقدرة على العفو، وكان مقتديا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم حينما اعتدي عليه في الطائف حيث قال : “إن قومي لا يعلمون”.

3 – في سنة 1954 بينما انطلقت الثورة صاغ بن نبي مفهوم “القابلية للاستعمار”، واعتقد قادة الثورة أن الرجل لا يساير أطروحاتهم، لماذا؟
– لقد جاء بن نبي بمفهوم “القابلية للاستعمار” سنة 1948 عندما شرح في كتابه “شروط النهضة” فلسفته للتاريخ ونظرياته في نمو الحضارات وفي إمكانيات النهضة. وصار يدعو إلى تعبئة روحية وانبعاث فكري في نطاق إحصائه “للثروات الدائمة” التي لم يستطع الاستعمار القضاء عليها . وفي نظره محاربة الاستعمار تقتضي التخلص من القابلية للاستعمار التي تسببت في ضعف البلدان الإسلامية والتي جعلتها تسقط بعد الاعتداءات الاستعمارية.
وفي ما يخص الثورة المسلحة فإن بن نبي كان يتمنى اندلاعها سنة 1938 بُعيد أزمة ميونيخ التي جعلته يتوقع نشوب الحرب العالمية الثانية.

4 – هل وقع نوع من سوء الفهم؟
– لقد انزعج الكثير من حاملي الشهادات من العبارات التهكمية المستعملة في كتب ومقالات مالك بن نبي مثل “مثيقفون” (intellectomanes) أي الذين ينسبون كل المشاكل إلى “الجهل” ولكنهم زادوا في حدّة هذه المشاكل بعجبهم وبغرورهم وبثرثرتهم .
وقال بن نبي أنه يفضل الأميين الذين بقوا على الفطرة ومتأثرين ببقايا الثقافة الإسلامية على حاملي الشهادات الرافضين التخلص من عقد إنسان ما بعد الموحدين “القابل للاستعمار ضمنيا رغم مرافعاته اللفظية ضد الاستعمار . كما أنه استعمل كلمة تهكمية أخرى و هي “بوليتيك”. ويعني ممارسة لسياسة غير مجدية من طرف “المثيقفين” الذين يهملون إصلاح ما بالأنفس ويبتعدون عن المجهود التربوي (وليس التعليمي فقط) الذي تتطلبه “السياسة العقلية” التي دعا إليها ابن خلدون.
واستعمل كذلك عبارة تهكمية أخرى، وهي “زعيميون” (zaïmillons) أي مصغر لمصطلح “زعيم”. وبهذه العبارة يسخر من “مثيقفي” الجيل الثاني من الحركة الوطنية الذين شموا في أنفسهم رائحة الزعامة . والجدير بالذكر أن كثيرا من هؤلاء ساهموا في تكاثر عدد “ثوار البالاص” (révolutionnaires de palace) الذين كانوا يصفون جنود جيش التحرير بـ “لحم المدافع” (chair à canon).
ولقد تسبب كل هذا في خلافات جذرية بين بن نبي وهذه الفئة من السياسيين المحترفين الذين لا يزالون حاقدين عليه.

5 – حتى مصطفى الأشرف تحدث عن نظرية بن نبي بأنها نظرية تضفي الشرعية على الاستعمار، هل هذا صحيح؟
– لعل مصطفى الأشرف كان أكثر انزعاجا من غيره ، لأنه يكون قد شمّ في نفسه رائحة الزعامة الفكرية عندما نشر سلسلة من المقالات حول “بطولة الريفيين” في مجلة يسارية اسمها “العصور الحديثة” (les temps modernes) إلاّ أن مدح ومجاملات محرري هذه المجلة لمصطفى الأشرف تزامن مع صدور عدد كبير من المراجعات الإيجابية لكتاب بن نبي “وجهة العالم الإسلامي”. وقد أثنى على بن نبي الأساتذة والباحثون الكبار الذين و قعوا هذه المراجعات في مجلات مختصة رفيعة المستوى. ولعل نجاح “وجهة العالم الإسلامي” تسبب في إحباط أول لدى الأشرف. والإحباط الثاني عاشه الأشرف عندما كان مستشارا في الرئاسة منسبا لنفسه أدوارا خارقة للعادة جعلته يدّعي التأثير على توجهات سياسة الرئيس بومدين. إلاّ أن هذا الأخير نصحه ذات مرّة بوضع كتاب حول حياة وفكر بن نبي واصفا إياه بـ “أكبر مفكر في العالم الإسلامي المعاصر”. وهذه السوابق تسببت في عدم إنصاف الأشرف فيما يخص منافس له في الزعامة الفكرية من طراز بن نبي.
وأما قول الأشرف بأن القابلية للاستعمار تضفي الشرعية على الاستعمار فإنه غير صحيح. لأن في كتب بن نبي صفحات شديدة اللهجة ضد الاستعمار الذي وصفه بأنه عرقلة لسير التاريخ وأنه أخطر من النازية . ومن المستبعد عدم قراءة الأشرف لهذه الفصول المدينة للاستعمار بشدة . وبالتالي يدخل حكم الأشرف في باب الجدال الفارغ الذي يتناسى صاحبه نصوص صريحة تفند مقولة المجادل، وهذا أمر مؤسف عند مثقف في مستوى الأشرف.

6 – ثم جاء مؤتمر الصومام، واتخذ بن نبي مواقف رافضة لما جاء في وثيقته، لماذا؟
– إن مؤتمر الصومام قد تسبب في انقسام خطير داخل صفوف الثورة، وكانت المعارضة للصومام قوية و لم تستطع لجنة التنسيق التغلب عليها لولا انحياز بورقيبة إلى جانب أوعمران الذي قام بإعدام عبد الحي و 18 من أتباعه. و هنا سؤال يطرح نفسه : على أي أساس يتناسى أنصار الصومام هؤلاء الأبطال الذين قتلوا ظلما وزورا ؟ والجدير بالذكر أن عبد الحي كان قد كلف من طرف بن بولعيد بالتحضير في سوق أهراس “للمؤتمر الوطني” الذي توعدت مجموعة الستة بعقده في جانفي 1955 عندما حددوا أول نوفمبر كتاريخ لاندلاع الثورة. وكان هذا التكليف من بين الأسباب الرئيسية لكثرة عدد ضباط الولاية الأولى (التي لم تكن ممثلة في الصومام) والقاعدة الشرقية ضمن المعارضة للصومام.
ومن المحتمل أن انحياز “المجاهد الأكبر” يكون قد تم بإيعاز من الأوساط الفرنسية التي كانت تريد إنهاء حرب التحرير بشرط تنازل “المحاور المقبول” عن المطالبة بالاستقلال التام. وكانت الحكومة الفرنسية تريد الإقتداء بالتفاوض سنة 1954 بين منداس فرانس وبورقيبة الذي اكتفى بالاستقلال الذاتي بغية تفضيله على صالح بن يوسف وقادة جيش التحرير التونسي. ولمالك بن نبي فضل كبير عندما تنبه بنظرته الثاقبة وقدرته على التحليل إلى أن لهجة وكيفية تحرير وثيقة الصومام كان غرضها فتح مفاوضات مع “محاور مقبول” ذي التوجه العلماني، والقريب فكريا من الثقافة الفرنكوفونية وغير متحمس للوحدة العربية وحتى الوحدة المغاربية. وجاءت كل الوثائق السرية مؤكدة لما رآه بن نبي. وسأنشر قريبا هذه الوثائق، مع العلم أنها سوف لن تغير موقف الحاقدين على مالك بن نبي ، والذين تنطبق عليهم الآية الكريمة : ” وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ” وللتذكير فإن لجنة التنسيق الثانية قد تخلت عن خطة الصومام غير المطالبة بالاستقلال التام وذلك عندما لم يصوت مع عبان إلاّ العقيد سي الصادق.

7 – جاء في بعض الكتابات مؤخرا أن بن نبي توجه إلى القاهرة لعرض خدماته على قادة الثورة منهم الدكتور الأمين دباغين، لكنهم رفضوا الاستجابة له، هل هذا صحيح؟
– هذا كلام فارغ تجرأ به أحد المدافعين عن عبان رمضان الذي يريد تشويه سمعة بن نبي و لكن بدون جدوى. وقد أخطأ هذا المجادل بأساليب صبيانية في قراءة مقال حللت فيه العلاقات المتأزمة بين مفكر حرّ (وغيُور على حرية تفكيره) والسلطة السياسية الجزائرية الناشئة. وأثارت “شهادة من أجل مليون شهيد” التي علقت عليها في المقال المنشور في مجلة مختصة في التاريخ العسكري اهتماما بالغا لدى كبار المجاهدين أمثال الرائد سي لخضر بورقعة الذي قال لي قبل أن ينشره في كتابه “شاهد على اغتيال الثورة” : “وكأن بن نبي كان يعاني معنا في العرين”.
إنني أشرت إلى تحفظات الأمين دباغين عند وصول بن نبي وصالح بن ساعي إلى القاهرة حيث استقبلا بحرارة من طرف بن بلة وخيضر . ولم يكن دباغين آنذاك رئيس وفد الثورة الخارجي. ولم يطلب منه بن نبي أي منصب أبدا ! بل كتب بن نبي إلى الوفد الخارجي رسالة يطمئن فيها قائلا : “إنني لست مرشحا لأي منصب…” وسأنشر قريبا هذه الرسالة ضمن مجموعة من النصوص غير معروفة لمالك بن نبي. وهذا المجادل الحاقد على بن نبي إنما يريد تقزيم الأشخاص وحتى الثورة نفسها عندما يحاول قراءة التاريخ من خلال الذهنيات التي أصبحت مع الأسف سائدة في شرائح من المجتمع السياسي الجزائري حيث يفسر كل التزام سياسي أو فكري بالبحث على المناصب. ولا تستحق هذه النظرة السطحية الإطالة في الجواب.
كما يخطئ من يحاول الدفاع عن مالك بن نبي بتقزيم الثورة مدعيا أن حمل بن نبي لمشروع حضاري شامل جعله على حد قول هذا المدافع عن بن نبي الذي يأتي بحجج لخصومه ينقص من أهمية الثورة . وبضاعة هذا المدافع الغريب عن بن نبي في تاريخ الثورة و حتى في فكر بن نبي مزجاة مع الأسف.

8 – نحس من خلال كتابات بن نبي أنه كان مواليا لطرح القادة العسكريين وكان ضد فكرة عبان التي كانت ترمي إلى فتح أبواب الثورة أمام جميع الجزائريين…لماذا كان يفكر وفق هذا الطرح؟
– بارك بن نبي اندلاع ثورة التحرير التي كان في انتظارها منذ الثلاثينيات، لأن أول نوفمبر أخرج الجزائر من المأزق الذي أدخلها فيه السياسيون من المثقفين. وكان يرى أن مهندسي الثورة أخذوا هذه المبادرة جراء تخلصهم من القابلية للاستعمار. و لم يكن ضد فتح أبواب الثورة لكل التيارات. إنما انتقد تنصيب صنف من السياسي على رأس الثورة وذلك على حساب ذوي الشرعية من الأبطال الذين أسسوا جيش التحرير. وبكل تواضع أوجه نصيحة لوجه الله إلى من يعفي نفسه من متطلبات آداب المناقشة من أجل الدفاع عن عضو من عائلته فقط عليه أن يكتشف البيت الشعري القائل : “إنما الفتى من يقول ها أنا ذا وليس الفتى من يقول كان أبي”. وعليه كذلك الإطلاع على كثير مما يجهله وخاصة أن دباغين صار يزود بن نبي بالمعلومات السرية عن الثورة بعد اغتيال صديقه علاوة عميرة في فبراير 1959, كما كان يزوره في الجزائر بعد اكتشافه سمعة بن نبي العالمية.

9 – وهل ساند بن نبي نظام بن بلة من منطلق رفضه (بن بلة) قرارات مؤتمر الصومام؟
– من المؤكد أن بن بلة صفى سنة 1962 حسابات مع من كان من المقربين من عبان رمضان وعلى رأسهم بن خدة. لأن بن بلة لم يكن مقتنعا بالرسالة التي نفى فيها عبان أي اتصال سري مع فرنسا عندما استفسر منه الوفد الخارجي. وسأنشر هذه الرسالة التي كانت ضمن مكتبة كريم بلقاسم المتنقلة التي عثر عليها العدو بعد حادثة “بغل تزمالت” في 22 جويلية 1956. واتضح أن اتصالات عبان رمضان السرية قد سبقت بسبعة أشهر لقاءات ممثلي قي مولي مع محمد خيضر وعبد الرحمـن كيوان في القاهرة ثم في يوغسلافيا بعد 12 أفريل 1956. وكان تصرف عبان مخترقا لمبدأ القيادة الجماعية الذي اتخذ من أجل القطيعة مع الحكم الفردي وعبادة الشخصية في زمان مصالي.
وفيما يخص بن نبي فإنه لم يعد إلى الجزائر إلاّ في سبتمبر 1963 في الوقت الذي كان بعض المثيقفين يركضون من أجل المناصب وراح أحدهم يطلب وساطة مساعدي كرستيان فوشي christian fouchet الذي كان يترأس السلطة الانتقالية في روشي نوار Rocher noir حتى يقنعوا بن بلة كي يعينه وزيرا . وكانت أخلاق بن نبي بعيدة عن هذه الممارسات إذ بقي في القاهرة من أجل نشر كتابه الكبير “ميلاد مجتمع” ولم يتسرع للعودة من أجل منصب ولا من أجل سكن من الممتلكات الشاغرة . ولقد اكتفى برسالة إلى بن بلة طالبا منه الدعوة إلى مؤتمر كبير موضحا ضرورة إرسال دعوة إلى كل من مصالي الحاج وقادة الحزب الشيوعي الجزائري الذين سبق لهم أن انتقدوا كتبه بشدة . وهذا يدل على أن مالك بن نبي كان من دعاة المصالحة الحقيقية والديمقراطية. لهذا فإن الإقتداء بفكره أفيد إلى الجزائر اليوم. أما عبان فرغم ذكائه السياسي وقدراته التنظيمية إلاّ أنه لم يكن ديمقراطيا، والدليل أنه اقترح تسوية خلافه مع أحمد محساس بإعدامه. وهذا يجعله أبعد من الديمقراطية .إلاّ أن بن نبي وصف قتل عبان بالجريمة كما أدان اغتيال عبد الحي وأتباعه وحتى إعدام مصطفى لكحل وكل رفاق العموري.

10 – هل تعاون بن نبي فعلا مع نظام فيشي الموالي للنازية؟
– اتهام مالك بن نبي بالتعامل مع نظام فيشي Vichy أكذوبة جاءت ضمن الأجواء الطارئة التي عاشتها فرنسا في 1944 و 1945 . وكان هذا الاتهام نتيجة وشاية كاذبة جاء بها عمدة Dreux موريس فيوليت Maurice Violette الذي كان قد تعامل مع الألمان سنة 1940 وصار يحاول تبرئة نفسه بوشاية ضد الأبرياء. وعندما عادت المياه إلى مجاريها وأدخل مزيدا من الإنصاف في القضاء الفرنسي ألغى قاضي التحقيق كل متابعة لمالك بن نبي. وخلاصة القول أن 50 سنة بعد الاستقلال و40 سنة بعد وفاة بن نبي حان الوقت لمعالجة تاريخنا المهمل بمزيد من النزاهة والإنصاف . وهذا يقتضي القطيعة مع الجدال الفارغ حيث يكتفي المجادل بتصفية الحسابات والإساءة لشخصية من يخالفه في الرأي عوض مناقشة أفكاره. وعلينا الإقتداء بالحكمة القائلة “اسأل عما قيل ولا تسأل عمن قال”.
وأما من يتهجم على بن نبي فإنما يساهم في الحملات التي لا يزال يشنها ضده بعض المغرضين من الباحثين الفرنسيين سواء كانوا من أتباع المحافظين الجدد الأمريكان أو من دعاة استعمال الفرنكوفونية من أجل الهيمنة السياسية. والكل يرى في فكر مالك بن نبي خطرا لأنه يدعو إلى الاستقلال الفكري كأساس للاستقلال السياسي الحقيقي. ويعتبر جيل كيبل Gilles Kepel أكثر تشويها لفكر بن نبي وقد أثارت أكاذيبه حول بن نبي ضحك كل من قرأ مقالاتBlachère ، وLe Tourneau ، وBerque ، و Déjeux ، و Bodin ، وBalandier وكل من أعجبوا بفكر بن نبي . وكيبل يساعد اليمين الفرنسي في توظيف ملفات الإسلام لأغراض انتخابية بعد 20 سنة من المشاركة في السياسات الأمنية. وللتيار الثاني ينتمي Jean Louis Carlier الذي يكتفي بإحصاء تأثيرات الثقافة الفرنسية على الحركة الوطنية ، و ينزعج من تمسك مفكر فرنكوفوني (مالك بن نبي) بالتراث الإسلامي.

الملتقى الدولي: مالك بن نبي و استشراف المستقبل
من شروط النهضة إلى شروط الميلاد الجديد
في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية
تلمسان 12 ـ 13 ـ 14 ديسمبر 2011 م

هوامش
ـــــــ
-الصادق سلام، مؤرخ له عدّة كتب ومقالات نشرت في مجلات مختصة وكتب جماعية.

Comments (0)
Add Comment