حدثنا مالك قال:… “برادايم الإسلام الحضاري وعبء الجيل الحالي” (2)

عدد القراءات :2369

… ولأن الثورة الفكرية هي في جوهرها ثورة علمية، فاني أحب أن استعمل هنا مصطلحا يخص (بنية الثورات العلمية) وأخصصه لوصف تجربة مالك بن نبي غير المنتهية لحد الآن .
هذا المصطلح هو “الباردايم “ والذي يعني بالعربية نموذج أو مثال ويستخدم تعبير “النسق” أو “النمط المعرفي” أحيانا وأفضل تعريبه كما هو للحفاظ على المعنى المختلف المتضمن فيه، وقد استعمله توماس كون في كتابه الشهير “بنية الثورات العلمية ” -1962- للدلالة على نظريته المهمة في نشوء وتطور الثورات العلمية.
حسب “كون”، التطور العلمي لا ينتج عن عملية تراكم بطيئة كما هو سائد ومنتشر، ولكن يمر التطور العلمية بين الحين والأخر، بمراحل مفصلية، أو ثورات تلغي القديم وتغير اتجاه الرؤية العلمية تماما نحو جهة أخرى دون أن تراكم شيئا على القديم ..
يحدث ذلك حسب “كون” عندما تظهر بعض الإشكالات في النظرية العلمية السائدة والحائزة على القبول. وحسب “كون” أيضا فإن هذه الإشكالات تكون موجودة دوما لكنها تهمل عادة بغض النظر عنها ومع الوقت تتحول هذه الإشكالات إلى محط للانتقادات وتكف النظرية السائدة عن الإجابة عن المزيد من التساؤلات وتبدو مهترئة وعاجزة، وبينما يطرح رأي جديد أو نظرية جديدة برؤية مغايرة تماما، ويحدث صراع قوي بين أنصار الجديد والقديم قد يستمر لعقود ويحدث انتصار للفكرة الجديدة بالتدريج.
ولا يكون ذلك – بحسب “كون” – باقتناع أنصار القديم بحجج المؤيدين للجديد، كل ما يحدث أن هؤلاء يموتون بينما ينشأ جيل جديد يكون أكثر تقبلا للأفكار الجديدة، وهكذا يسود ”الباردايم” الجديد أو ما يسميه “كون” (تحول الباردايم) كدلالة على تغيير الرؤية للكون وليس مجرد نظرية جديدة ..
من الأمثلة التي طبق “كون” نظريته -تحول الباردايم- عليها والتي لاقت قبولا كبيرا من يومها:
تحول الرؤية للكون من رؤية “بطليموس” التي تحتل الأرض فيها المركز إلى رؤية “كوبرنيكوس” حيث توحيد علم الفيزياء على يد “نيوتن” إلى رؤية ميكانيكية متماسكة، الانتقال من الرؤية الكهرومغناطيسية “لماكسويل” إلى نسبية “اينشتاين”، كذلك التحول من فيزياء نيوتن إلى نسبية “اينشتاين” تطور ميكانيكا الكم التي أعادت تعريف الميكانيك، ظهور نظرية “داروين” عن الاصطفاء الطبيعي بديلا عن رؤية “لامارك” التي كانت ترتكز على وراثة الصفات المكتسبة .
ولم يقف مصطلح “الباردايم” عند النظريات العلمية بل صار يصف أيضا التحولات الاجتماعية الكبرى التي مرت بها الإنسانية مثل الانتقال إلى عصر الثورة الصناعية وتوقيع النخب البريطانية الحاكمة لوثيقة الماغناكارتا وكذلك يشمل على التغير الذي يطرأ على إدارة المؤسسات مثل تطور نموذج الإدارة العسكرية التقليدية إلى النمط البروسي ..
ولا يقف استعمال المصطلح عند هذا الحد فهو يمتد ليصف التحولات الفكرية الكبيرة التي يمر بها الأشخاص في حياتهم الفردية مثل الانتقال من دين إلى آخر ..
ضمن هذا الفهم والمصطلح، لا يمكن فهم فكر “مالك بن نبي” إلا كباردايم جديد مخالف ومغاير لكل ما هو سائد وتقليدي من حلول ورؤى، إنه ليس ولا يمكن أن يكون مجرد (إضافة) تراكمية للفكر الإسلامي تصف إلى جانب الحلول الجاهزة التي أنتجتها بعض تيارات الفكر التقليدي السائدة. إنه ليس فكرة مختلفة عن دور الإسلام في الحضارة الإنسانية فحسب، بل هو منهج مختلف أوصل إلى تلك الفكرة.
كل المنهج التقليدي اعتمد دوما على قراءة العالم عبر النصوص، منهج مالك، اعتمد على قراءة النصوص عبر قراءة العالم.
وبين القراءتين بون شاسع وواسع، بينهما مسافة هي المسافة التي يجب أن يتحولها الباردايم•.
فكر “مالك بن نبي” ثورة، ثورة فكرية وحضارية، هي ثورة تتقمص دور الباردايم بالضبط كما تفعل كل الثورات العلمية في تحولاتها البنيوية، وهذه الثورة لم تنتصر بعد، وباردايمها لم يتحول بعد، لم ينجز التحول بعد، لأننا نعيش في تلك العقود الفاصلة التي تشهد هذا الصراع بين القديم والجديد، بل إننا نعيش على عتبة ذلك الصراع ..
لقد ترك “مالك” بذرة ذلك الباردايم ومضى، كان هو يسميها دوما الخميرة والخميرة هي خطوة أولى في درب إنتاج طويل، مخاض طويل من أجل رغيف حضاري مشبع، وقد مرت هذه الثورة في بنيتها بسبات طويل سيطرت فيه الباردايمات التقليدية أكثر مما يجب، هي متسلحة بسطوة بعض المؤسسات التقليدية المتسلحة هي الأخرى بقداسة النصوص التي تدعي احتكارها واحتكار فهمها واستعمالها تفسيرا وتأويلا وبالتالي تطبيقا.
لكن هذا التأخر، في نضج خميرة الثورة لا يعني أنها لن تأتي أبدا، كل ما في الأمر أن تفاعل الباردايم وتحوله قد تأخر قليلا، لكن شرارة ما في أي وقت الآن قد تدخل المعادلة وتحركها باتجاه آخر، بعكس وضعية السبات السكوني الذي نعيشه منذ قرون ..
ووقتها ستكون هناك أجوبة أخرى لذلك السؤال، سؤال النهضة :لماذا تأخرنا ؟؟.. وسيكون هناك مشروع لنهضة حقيقية .
.. وبديهي جدا أن يكون جيلي الذي ولد أو نشأ وكبر بعد وفاة مالك هو الجيل الأكثر استشعارا لفشل الأجوبة السائدة، وفشل الباردايم التقليدي السائد بمختلف ألوانه وأطيافه، إنه الجيل الذي انتهى بالانتحار العبثي أو الانهيار المستسلم دون قيد أو شرط ولهذا فهو يعلم –أكثر من أي جيل آخر– أنه يحتاج إلى رؤية أخرى وأجوبة أخرى، لقد وصل لتلك المرحلة من (البؤس) التي تهيئه للاستعداد للثورة، وصل لتلك النقطة التي تجعله مستعدا للإطاحة بأشياء كثيرة من أجل التمسك بحبل إنقاذ يخرجه مما فيه.
جيلي وربما الشبان الأصغر قليلا من الجيل الطالع ربما يكون هو الأكثر قدرة على تقبل منظومة مالك الفكرية، لأنه الأكثر استشعارا لفشل كل المنظومات الأخرى التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه أو على الأقل شاركت في ذلك ..
وعندما يستمع جيلي إلى مالك فإن هذا لن يكون استماعا تلقينيا كالذي تعودناه عبر قرون الانحطاط، لن يكون الأمر تلقيا أصما وأبكما كما كان من قبل، ينطلق من المنابر إلى جمهور، مستمع لا يحاور ولايملك غير أن يسكت ولا يناقش، لأن أي كلمة ستضيع أجره كله.. لن يتنكب فكر “مالك” المنبر ليسيطر على عقولنا ويمنعنا من الحوار والنظر إلى الجهة الأخرى، بل سيقترب منا بل سيدخل إلينا من منطق حاجتنا إليه، من إفلاس المنابر التقليدية وفشلها ..
من حاجتنا إليه، سنستمع له، وهو يحدثنا فيقول ..
الحق دوما على الاستعمار !
لعل أول ما يقوله “مالك” لنا وأكثره اختلافا أيضا عن السائد في باردايمات الفشل السائدة هو رؤيته المميزة لقابلية الاستعمار التي تدخل كطرف أساسي في معادلة الانحطاط والتخلف ..
هذه القابلية تشكل عاملا مفقودا في كل الخطابات التقليدية على اختلاف توجهاتها وشعاراتها: الكل يتحدث عن نظرية مؤامرة، الكل يتحدث عن ثلاثي (الفقر والمرض والأمية) وكيف أن الاستعمار ساهم في وجودها وانتشارها، الكل يتحدث عن التقسيم والتخلف باعتبار أن العدو الخارجي هو السبب في كل ما يدور.
هذه النظرة إلى (الخارج) -المعامل الخارجي- هي السائدة فيما لقنونا إياه عبر العقود، ومن الطبيعي جدا أنك عندما تبحث عن الخارج كسبب لأمراضك (الداخلية)فإنك ستكف عن البحث عن أسباب (داخلية) تتعلق ببيتك مثلا أو بجهازك المناعي أو بعيوب وراثية في داخلك ..
لكن “مالك” يرى الأمر مختلفا، انه لا يلغي وجود المؤامرة لأن هذا الإلغاء في حد ذاته -يحمل من السذاجة وقصر النظر بقدر ما تحمل نظرية المؤامرة نفسها- لكن (المعامل الاستعماري) كما يسميه “مالك” هو جزء من معادلة طرفها الآخر: هو استسلامنا نحن لذلك، قابليتنا نحن لذلك، قابليتنا الكامنة لأن نكون مستعمرين، خاضعين، سواء كان ذلك الخضوع لعدو خارجي يستثمر حالنا هذا أو لمستبد داخلي –فرعوني – يستغل قابليتنا المزمنة لأن نكون مستعبدين ..
هذه المعادلة طرفاها متوازنان، ووجود الواحد ضروري لوجود الآخر، المستعمر موجود -وهو بالمرصاد- لكنه لا يمكن له أن يدخل لولا وجود مشكلة في جهازنا المناعي، مشكلة مزمنة اسمها قابليتنا للاستعمار ..
كانت فكرة “مالك” في جوهرها مواجهة حادة مع ألذات.. مواجهة لها في عيوب انغمست هذه الذات في عملية إنكار مريض لها. فـ(نظرية المؤامرة) في جوهرها الأعمق ليست مجرد نظرية أو وجهة نظر أو تفسير بوليسي للتاريخ، بل هي في حقيقتها عرضا لحالة نفسية –سايكوباثية- للهروب من النقد الذاتي واللوم الشخصي .
(نظرية المؤامرة) نوع من الخدر الموضعي، نوع من (المخرج السهل) من الأزمات، ومروجوها يتقنون ذلك منذ قرون، والفكر الإسلامي -للأسف- أدمن هذا الخدر حتى صار ميزة من ميزاته. فبنظرية المؤامرة يمكن لنا غض النظر والبصر والعقل عن وجود التناقضات الاجتماعية الحادة التي حصلت في عصر الخلافة الراشدة مع وجود بذور انحراف قوية وواضحة، ونستطيع أن نحتفظ بالفترة ناصعة البياض عبر ( تضخيم ؟) شخصية مثل عبد الله بن سبأ، نستطيع أن نحملها نتائج كل ما حصل من شقاق وانشقاق ونخرج بالمنظومة السياسية والاجتماعية وبالتالي الفكرية سالمة من تحمل عبء أي شئ (هذا على الجانب السني، أما على الجانب الآخر من المسألة فأن نظرية المؤامرة أشد وضوحا وأكثر تجذرا، فكل ما جرى كان نتيجة المؤامرة من الصحابة -كلهم تقريبا- والأمر لم يبدأ عند السقيفة ومؤتمرها فحسب بل هو حسب البعض كان مبيتا من قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل ولدرجة التخطيط لاغتياله..)
وهكذا فنظرية المؤامرة تقول لنا دوما عن التاريخ أنه كان نتيجة لمؤامرة الأعداء، فبغداد الدولة العباسية لم تسقط بسبب استشراء الفساد والترف والانحلال الخلقي وتعاظم الظلم -وهي الأسباب الموضوعية المرافقة لانهيار المجتمعات والتي أشار إليها الخطاب القرآني بوضوح تام- وإنما تخترع نظرية المؤامرة حلا يسيرا يريح ضميرها ووسواسها الخناس، فها هو عبء السقوط يسقط على كاهل الوزير ابن العلقمي الذي خان بدوافع من انتمائه الطائفي، أي أن الأمر كله هو أن الأعداء ينجحون بسبب أننا نغض النظر عن هؤلاء (الخونة) ونسمح لهم بتقلد المناصب، ولو كان الأمر غير ذلك لما سقطت الدولة العباسية، وكفى الله المؤمنين شر محاسبة أنفسهم والتفكر في أمور دواخلهم ..
نفس المنطق بحذافيره تقريبا طبق على عزل السلطان عبد الحميد وانهيار الدولة العثمانية، تم غالبا وعلى الأكثر تجاهل كل الأسباب الموضوعية التي أدت الى سقوط وتفكك الدولة من ترهل إداري شديد وفساد في الطبقة الحاكمة وسيادة للفكر الخرافي والابتعاد عن المعطيات المتسارعة للعلم الحديث ومنتجاته من ثورة صناعية اجتاحت أوروبا آنذاك، كل ذلك تم تجاهله تماما وتم التركيز على جزئية صغيرة جعلت من نظرية المؤامرة الأساس في كل ما جرى، ألا وهي حكاية (رفض)السلطان عبد الحميد للعرض اليهودي بشراء فلسطين رغم المغريات التي يفترض انه قدمت له، وهي النظرية التي ستفترض لاحقا ان الدولة العثمانية كانت ستظل باقية الى يومنا هذا لولا المؤامرة التي أطاحت بالسلطان وسلطانه ..
ولو تأملنا الأمثلة الثلاثة (ابن سبأ، وابن العلقمي ، ويهود الدونمة) لرأيناها قد تجذرت بعمق في ضميرنا وفي ذاكرتنا وفي وعينا الجمعي لدرجة ان المساس بمسلماتها سيكون مساسا بما يعتبره الفكر التقليدي أساسا من أساساته وسيتعرض من يشكك بهذه المسلمات لحملات تشكيك واتهام تطال عقيدته وإيمانه وتفرغ له نظرية مؤامرة جديدة تربطه بالصهيونية العالمية وبوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وما شابه ..
السلبي جدا في الرسالة التي يقدمها الفكر السائد عبر نظرية المؤامرة انه يقول للناس أننا بخير مهما ساءت الأمور كل ما في الأمر أن الأعداء أشرار جدا وهم يتآمرون علينا باستمرار، وكل ما نحتاجه هنا هو أن نكون منتبهين أكثر لهؤلاء وسوف تكون الأمور بعدها بخير ..
رسالة “نظرية المؤامرة” هي أننا بخير وإننا لا نحتاج إلى مراجعة أنفسنا بتاتا، كل ما في الأمر هو أن نغلق أبوابنا وأسوارنا جيدا تجاه هذا العدو (الشرير)..
أصالة وعبقرية رؤية “مالك” تأتي في كونها عكس هذا التيار السائد منذ قرون والذي يمكن اعتباره صفة أساسية من أساسيات فكرنا التقليدي و”مالك” لم ينزلق قط إلى ما ينزلق إليه البعض حاليا من إلغاء وجود المؤامرة -لكنه وضعها كطرف في معادلة نحن طرفها الآخر- ولا يمكن للمعادلة أن تسير وتتوازن ما لم نكن مشاركين وأساسيين في “المؤامرة” عبر سلبيتنا وجهلنا وتخلفنا وبعدنا عن الأسباب الموضوعية، بل عبر إيماننا “بنظرية المؤامرة” فإننا نكون مساهمين أساسيين في المؤامرة ما دمنا نتلهى عن الأسباب الداخلية التي أوصلتنا لما وصلنا إليه ..
وعندما وضع مالك يده على “قابلية الاستعمار” فإنه وضع يده على قلب التفاعل، على الجرح، على مكمن المشكلة الحقيقية، سواء كان المتآمر مستعمرا خارجيا أو فرعونا داخليا (أو مزيج من مصالح الاثنين).. إنها سلبيتنا واستسلامنا لكل ما يدور تحت مختلف المسميات والأعذار..
عكس تيار إراحة الضمير والعودة إلى النوم، كانت فكرة “مالك” بمثابة صرخة موجهة إلى الذات (الجمعية) (التاريخية) لاستجوابها للتحقيق معها في مسؤوليتنا عما وصلنا إليه ..
وهو عكس التيار الآن .
ولهذا بالذات فان جيلي يستطيع أن يستفيد جدا من تلك الصرخة..
ويمكن له وهو الأهم من السماع أن يكمل عملية استجواب الذات .
…”وقابلية الاستعمار” تقودنا إلى رؤية مالك العبقرية لذلك النص القرآني: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” أنه بعد قرون طويلة من التنظير التقليدي المباشر وغير المباشر للسلب والجبر وعدم الفاعلية، يتقدم “مالك” برؤية تجعل من الذات الإنسانية مصدرا للفعل التاريخي المباشر بعد أن كانت الرؤية التقليدية العقائدية تجعل من هذه الذات مجرد محلا للأفعال الإلهية ..
لكن مع رؤية “مالك بن نبي” -المعاكسة لباردايم السلب والجبر السائد- تحولت النفس من المشاهد السلبي الذي لا يملك من أمره شيئا إلى (فاعل) إيجابي يساهم في حركة التاريخ بدلا من (مفعول فيه) سكوني يمر به التاريخ دون ان يملك لتغييره شيئا ..
من الذات، من النفس يضع “مالك” يده على الخطوة الأولى في عملية التغيير، عملية النهوض والتفاعل مع التاريخ لغرض صنعه من جديد على أسس جديدة .
“غير نفسك تغير التاريخ” شرعة السماء -كما يقول مالك- لكن عملية التغيير هنا هي أكثر بكثير من مجرد مظاهر الالتزام -إلا عندما نحرص على أن تتضمن هذه لمظاهر تميزا حقيقيا على المستوى الحضاري-، التغيير الذي يبدأ من النفس ويؤثر في التاريخ هو ذاك الذي يجعل الإنسان عضوا فاعلا في المعادلة التي هي أهم ما اكتشفه مالك بن نبي على الإطلاق . .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:موقع القرآن من أجل النهضة

Comments (0)
Add Comment