حدثنا مالك قال: … “برادايم الإسلام الحضاري وعبء الجيل الحالي” (1)

عدد القراءات :2275

أنتمي لجيل ولد أو نشأ بعد وفاة مالك بن نبي . إنه الجيل الذي كبر على انكسار الحلم العربي الكبير الذي ازدهر في خمسينات القرن الماضي: جيل الهزيمة والتخبط والتيه . الجيل الذي افتتح وعيه بهزيمة 1967 وضياع القدس وكبر على الهزائم المتتالية منذ حصار بيروت إلى سقوط بغداد . أنتمي إلى جيل هو جيل السقوط بلا منازع و لا جدال .جيل الإحباط واليأس من أي قدرة على أي تغيير . جيل فقد الثقة في نفسه وفي كل ما حوله و توج تفاعله السلبي مع ظروفه بنماذج من الشباب أوصلهم فكرهم إلى طريق مسدود واحد : الانفجار انتحارا .. إنه جيل الإحباط بامتياز ، هو هذا الجيل الذي انتمي إليه ، سواء كان هذا الإحباط انتحارا مع كل الحجج التي تدعي الشريعة – أو تغريبا مدعوما بسطوة الحلم الأمريكي المؤدلج – أو محض استسلام سلبي لكل ما تأتي به رياح الظروف. نعم . إنه جيل السقوط والإحباط ، بلا منازع . و بلا منافسة . و بلا أي جدل. فما الذي يجعلني أتحدث عن هذا وأنا أنوي التحدث عن مفكر النهضة مالك بن نبي ؟ في الحقيقة إن الأمرين مرتبطان جدا . ليس “بالرغم من ” انتمائي لجيل السقوط . بل ” بسبب ذلك ” . جيل السقوط والإحباط ، هو الذي يحتاج إلى مالك أن يقول له . ليس “بالرغم من ” .. ، بل ” بسبب “. كنت في السابعة عشر من عمري عندما تعرفت إلى مالك للمرة الأولى. ابتعت تلك النسخة القديمة المهملة التي تنازل عنها صاحبها إلى سوق الكتب المستعملة . لا أزال اذكر كيف هزني الكتاب ، ولكن أيضا كم شعرت بالإحباط المر يجتاحني بعدما انتهيت من قراءته …….. شعرت بغم لا حدود له ، لا لشيء، إلا لأني لم أكن قد سمعت بمالك قبل ذلك ، ولا حتى باسمه رغم إني كنت ” دودة كتب ” حقيقية وقارض قديم من قوارضها منذ أن تعلمت الأبجدية ، وكان عدم معرفتي بمالك ولا حتى باسمه وهو بهذا الحجم الذي اصطدمت به منذ أول كتاب ، دليل على خلل كبير في الثقافة التي بدا لي أنها أمدتني بما هو خطأ … لأقرضه . قارنت يومها بين أصالة فكر مالك وبين رتابة وبلادة وديماغوجية العشرات بل المئات من الكتب التي كانت سائدة ومنتشرة ومدعومة بأسماء لها سطوة النجومية ، وكانت المقارنة لصالح مالك ، ولغير صالح الواقع الثقافي السائد . بالنسبة لابن السابعة عشر كانت حقيقة “عدم شهرة ” مالك ، مقارنة بشهرة أسماء أخرى ، حقيقة مؤلمة ومحبطة :كما لو أن المفكر الأصيل عليه أن يظل منفيا داخل غربته – بقدر أصالته وإبداعه . كان ذلك درسا صعبا ، تعلمته ، وأنا بعد في “مراهقتي ” – و كان مالك و شروطه ، من الأشياء القليلة التي وضعتها في متاعي ، فيما بعد ، عندما غادرت المراهقة إلى النضوج.

السنن الإلهية و علاقتها بمبيعات الكتب
 …
لكن ما كان يمكن لمالك إلا أن يكون مغمورا في ذلك الواقع البائس الذي ما كان لرموزه وشخوصه الثقافية إلا أن تمثل انحطاطه وتخلفه. ما كان للكتب الرائجة على الرصيف إلا أن تكون نموذجا لواقع ثقافي ما كان ليرتفع أنملة عن “الرصيف “.. وما كان يمكن للقائي بمالك ، إلا أن يكون صدفة ، عند بائع لكتب قديمة ومستعملة . كل ذلك كان طبيعيا جدا . كان جزءا من القانون الطبيعي الذي يحكم الكون . جزء من طبيعة الأشياء ، ومن معادلة الانحطاط . وكان الأمر سيكون “ضد الطبيعة ” لو كان اسم ” مالك بن نبي ” لامعا وكانت كتبه تباع في كل مكان مع كتب الأدعية والجن والفتاوى المعلبة ….كان الأمر سيكون مخالفا “للسنة الإلهية ” لو أن واقعا ثقافيا مزريا تقبل وأحتضن أفكارا كأفكار مالك … لكن بما أننا ، واقعنا ، وجيلي – تحديدا – وصلنا إلى ما يبدو انه نقطة النهاية ، سواء كان ذلك عبر الانتحار المؤدلج , العبثي , او الاغتراب المؤدلج العبثي ايضا . فانه صار لزاما على واقعنا أن يتغير ، وان يتخلى عن رموز خرابه وركامه ، ويبحث عن خميرة لواقع آخر ،خميرة لمستقبل ( علينا ) أن نجعله أفضل من واقعنا ،..وإلا كنا مهددين بخطر الانقراض ..بخطر أن لا يكون هناك مستقبل على الإطلاق . في نقطة كهذه على جيلي أن يلتقي بمالك . ليس لقاء الصدفة ،عند باعة الكتب المستعملة . بل لقاء الحتمية ، لقاء الضرورة التاريخية – والحضارية … فلننس حرفة مديح المناسبات أستطيع أن أزعم أن مالك بن نبي يمثل نسيجا مختلفا عن كل النسيج الثقافي العربي – الإسلامي ،الذي فرض نفسه كرداء شرعي وحيد منذ أن بزغ تساؤل ” لماذا تأخرنا ؟ ولماذا تقدموا ؟ ” أواخر القرن التاسع عشر الميلادي .. وعندما أقول انه كان نسيجا مختلفا فاني لا اضمر الثناء التقليدي الذي تعودنا أن نوزعه ذات اليمين وذات الشمال كلما دعينا إلى الكتابة عن أحد ، بل إني أقصد أن أقول أن اختلافه كان جذريا جدا عن كل السائد والمنتشر والمتداول من الأفكار .. وربما كان هذا هو سبب من الأسباب التي جعلت من أفكاره تبدو مطمورة وغير قابلة للانتشار. لأنه كان ببساطة يتحدث بلغة أخرى : بأبجدية مختلفة عن الأبجدية التي سادت الخطاب الديني – والخطاب الفكري بصورة عامة ..,وهذا ما جعله يبدو هجينا ونشازا عن كل السائد.
سؤال النهضة: جوابان فقط لا ثالث لهما

بصورة عامة ،تمحورت المشاريع التي طرحت للرد على سؤال ” التأخر والنهوض ” حول محورين اثنين.. المشروع الأول كان للأفغاني ، وقد ركز على الإصلاح السياسي (نظام الحكم ) وإصلاح قمة الهرم التي افترض أنها ستصلح الباقي بالتدريج . المشروع الثاني كان لمحمد عبده ، وقد ركز على الإصلاح الوعظي – الديني ،بمعنى العودة للدين بعد تنقية العقيدة من الشوائب التي أدخلت عليها عبر عصور الانحطاط. ولو تأملنا في الخطوط العريضة للمشروعين ،لوجدناها ذات الخطوط العريضة التي سيطرت مجمل على المشروع الثقافي – الإسلامي في القرن الماضي ، مع الأخذ بنظر الاعتبار وجود الاتجاه نحو أقصى اليمين أو أقصى اليسار إن جاز الوصف !في كل مشروع . فبعد كل شيء :تركت فكرة الأفغاني أثرها الواضح في تيار فكري وشعبي عريض ومنتشر ،حتى لو تنكرت بعض أجزاء هذا التيار للأفغاني واتهمته بشتى التهم ( الماسونية ، طبعا. و ماذا غيرها؟)، فان فكرة الإصلاح السياسي التي طرحها ظلت عميقة ومتجذرة في وعي و- أيضا لاوعي – هذا التيار ، باعتبار أن ” الحل السياسي ” هو الجواب الوحيد الممكن للخروج من مأزق التخلف .تدرجت الرؤية لهذا الحل من الرؤية الليبرالية المعتدلة التي تؤمن بالعمل السياسي سبيلا لتغيير الحكم ،إلى رؤية أكثر راديكالية وإن لم تتبع أساليب راديكالية ، مثل المناداة بعودة نظام الخلافة (حزب التحرير نموذجا )، إلى الجماعات الأكثر تطرفا التي تؤمن بالعمل المسلح كوسيلة لتغيير نظام الحكم ،والتي اصطدمت وبقوة بالواقع السياسي منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي ..إلى أن انتهت إلى ما انتهت إليه.. ورغم الاختلافات الموجودة في هذه التدرجات فان القاسم المشترك بينها ،يعود أساسا إلى رؤيتها للعلة في واقع التخلف . وبالتالي في ” الدواء ” الذي تصفه للأمة . وبالتالي كانت المناداة “بتطبيق الشريعة ” و شعار “الإسلام هو الحل ” ، والمحاولات الانقلابية للإطاحة بأنظمة الحكم ، تعبيرا مختلف التدرجات لرؤية واحدة كان الأفغاني هو أول من نظر لها في العصر الحديث: الحل يأتي من السياسة .من نظام الحكم. أما المشروع الثاني ،فقد كان محمد عبده هو صاحب الصوت الرائد فيه ، إنه مشروع الإصلاح الديني الذي يدعو للعودة إلى الدين “الحق” – شعائرا و فرائضا و أخلاقا و عقيدة – و أيضا يركز على تنقية الدين من الشوائب والبدع والخرافات التي طرأت عليه وعلى عقيدته .الفكرة الأساسية لهذا التيار إن تخلفنا هو النتيجة النهائية لتركنا لهذه الفرائض ، و استحقاقا للغضب الإلهي جراء ذلك. لذلك فأن قلب المعادلة ، سيقلب بالضرورة الواقع المتخلف ، و سيكون التقدم هو الاستحقاق الذي سيجازينا الله فيه على عودتنا لدينه.. مشروع “الإصلاح الديني ” أيضا له يمين ويسار ، مرة أخرى إن جاز الوصف ، ففيه تيار يرفض بشكل قاطع ونهائي كل ما لم يكن موجودا في البيئة الأصلية للنصوص .. ويعتبرها بدعة ومحدثة وفي النار ، وهناك تيارات أخرى ، اقل جمودا وأكثر حيوية قصرت معنى البدعة المرفوضة على صلب الدين والشعائر الدينية ، لكنها ظلت ترى أن أساس ” العلة ” هو دخول هذه المحدثات( سواء كانت تتعلق بمظاهر العبادات وأساليبها مثل استعمال ” المسبحة ” في التسبيح بدلا من الأصابع – أو كانت عقائد دخيلة مستوردة سواء كانت ذات أصول وثنية أو طبيعة صوفية أو ذات مصطلحات فلسفية ) ..من الجزيرة العربية إلى المغرب العربي ،انتشرت تدرجات مختلفة لهذه الدعوة ، متأثرة ببيئتها المحيطة بها،إلى الدين بعد تنقيته من الشوائب . وكان ذلك يعني ، أن العلة الأساسية هي أن المسلمين تركوا دينهم أو إنهم ادخلوا فيه ما ليس منه ، ولهذا فالدواء الذي وصفه التيار كان العودة للدين – بمعنى العودة للفروض والعبادات والصدق فيها ونبذ كل ما دخل عليها -..وكان الخروج من التخلف ، حسب هذه الرؤية ، سيكون محض تحصيلا حاصلا ، لرضا الرب عز و جل الذي غضب علينا لأننا تركنا دينه ، فأدخلنا في انحطاطنا ، ولهذا هو سيخرجنا من مأزقنا التاريخي ،ما دمنا سنترك البدع ونعود للدين الحق . ( و هو كلام لا غبار عليه لو أضيفت السلبية و القعود و الانحطاط إلى البدع التي يجب أن نتركها..) لو تأملنا كل التيارات الرئيسة التي سيطرت على الثقافة الشعبية الواسعة الانتشار لرأينا هذين المشروعين يتسيدان الساحة ويتصدرانها ولا يكادان يتركان مجالا لأي فكرة أخرى تخرج عن نطاقي رؤيتيهما أو تبحث في تركيب علاجي آخر خارج صيدليتيهما . انه إما ” الإسلام السياسي ” – بتدرجات مختلفة بين البرلمان والحياة النيابية إلى الكفاح المسلح – أو ” الإسلام الوعظي ” – إسلام التذكير بالسلف الصالح وترقيق مشاعر الناس وقلوبهم لغرض العودة إلى التقوى المفقودة . لو تأملنا كل ما كان لما وجدنا غير هذين المشروعين ، يتداخلان أحيانا ، ويتفارقان أحيانا ، بل ويصطدمان في بعض الأحيان . لكنهما وحيدان في ساحة فارغة ، إلا من منطقيهما ورؤيتيهما .. فهم هذه الحقيقة ضروري جدا لمعرفة لماذا اخفي ذكر مالك بن نبي من الساحة لعقود كما لو انه لم يكن ، إنني هنا لا أروج لوجود مؤامرة خفية ، لكنني أقول إن سيادة فكر ” الإسلام السياسي ” أو “الإسلام الوعظي “- ما كان ممكن أن تجعل من لغة مالك مقروءة أو مقبولة – كان هذان المشروعان يفرضان أبجدية معينة لا تترك مجالا للغة أخرى وأفكارا أخرى لا تجد مكانا في النطاق الضيق للمشروعين الذي تم مطه ومده ليحتل الساحة كلها …
إسلام آخر : بدلا من الإسلام السياسي و الوعظي ، إسلام حضاري

مقابل “الإسلام السياسي ” و”الإسلام الوعظي “،طرح مالك بن نبي فكرة “الإسلام الحضاري “ – وكان الأمر غريبا جدا على طروحات “الإسلام هو الحل “- “تطبيق الحدود ” و”أقم الإسلام في بيتك يقم لك في أرضك“..و هي شعارات تملك من الصدق و الحق قدرا كبيرا لولا أنها اختزلت الأمر أحيانا إلى محض هيئات دون الالتفات إلى سياقها الايجابي البناء في التميز الحضاري. كانت العين السائدة التي تبصر وترى تعاني من قصر شديد في النظر لذلك فبالكاد كانت تستطيع فهم “الإسلام السياسي “-أو “السلام الوعظي ” – أما الحديث عن الإسلام كحضارة وكمعادلة ، ومخطط بياني للصعود والهبوط ، فقد كان شديد الصعوبة على الالتقاط من قبل تلك المستقبلات التي تقولبت على مصطلحات “الإسلام السياسي “و “الإسلام الوعظي “والنتائج المباشرة – قصيرة المدى ،الموعودة من قبل التيارين .. كان مالك يدعو إلى شئ مختلف تماما: و كان كلامه يبدو عن واقع بعيد المنال ، يتطلب عقودا طويلة إلى أن يتحقق ، ينما كان قادة التيارين الآخرين يتحدثون عن مكاسب سهلة تتحقق أنيا و على المدى القصير جدا ، كان مالك يتحدث عن حضارة ، و لم يكن الآخرون يتحدثون إلا، عن “حكومة” أو في أحسن الأحوال :” دولة”
مالك بن نبي : اصلاح ام ثورة؟
بهذا المنطق لا أرى في مالك بن نبي مفكرا إصلاحيا على الإطلاق . “الإصلاح ” ومفكروه ودعاته ممكن أن يجدوا لهم مكانا في واحد من التيارين الرئيسيين – أسماء مهمة و جليلة القدر مثل ألكواكبي وابن باديس والبنا ستجد مكانا- في قائمة الإصلاحيين سواء كانوا مصلحين سياسيين أو وعظيين . لكن مالك بن نبي لن يكون مع هؤلاء .دون أن يقلل ذلك البتة من مكانة هؤلاء و جهودهم و أهمية أدوارهم. الإصلاح ، بالتعريف ، ينطوي على إقرار ضمني ، أن البناء الموجود – أو الهيكل الثقافي الموجود ،يمكن أن يبقى لأنه يمتلك مقومات البقاء والصمود . ما يريده الاصطلاحيون ،كما هو واضح ،إصلاح البناء أو ترميمه ،عبر تصليح هذا الجزء هنا أو إضافة جزء آخر هناك . مالك بن نبي ليس “منهم” …انه يتجه بأفكاره لا نحو الإصلاح ، بل نحو بناء آخر تماما . وهو ينطلق من الأساسات .انه لا يتحدث قطعا عن “إصلاح ” مجتمع ، بل عن ” ميلاد مجتمع ” – كما يقول في واحدة من عناوين مؤلفاته – أنه يتحدث عن نهضة من سبات عميق ،عن حضارة أخرى ، بقيم مختلفة ، وبرؤية مختلفة ، عن السائد في مجتمع الانحطاط .. مالك بن نبي مفكر ثوري تماما ،ومشروعه ” ثوري ” بكل ما في الكلمة من معاني عميقة : ثورة ترتبط بالفكر الذي يرفض القديم المتهالك ويهدمه ليبني من جديد على أسس مختلفة وقواعد مغايرة .. إنه مالك بن نبي الثائر هو الذي أراه ،لا المصلح ، أو الإصلاحي ،مالك صاحب الثورة – العاصفة ..ولا يمكن أن أفهم ذلك التقسيم الذي يصنفه كإصلاحي ..وهو الثائر على كل ما هو سلبي من الأفكار السائدة .بالذات على جذر تلك الأفكار… وعندما أتحدث عن ثورة مالك ، فاني اقصد الثورة الفكرية الحقيقية ،لا ما تعودنا أن نفهمه من مصطلح الثورة عبر تاريخ انقلاباتنا العسكرية البائسة الدموية ،التي جرت عادة المزيد من البؤس ومن الدم ، وإنما اقصد الثورة بمعناها الاصطلاحي العلمي – الواسع- الثورة التي تنمو كحاجة اجتماعية عميقة ,حتى لو لم يشعر بها المجتمع، وهي تكبر داخل رحمه كنتاج للضيق والتأزم والتناقضات الداخلية التي تضطرم فيه .. الثورة هنا ،هي ثورة شاملة ، خاصة بمعناها الاجتماعي والثقافي :إنها تبدأ من فكرة ،تبدو للوهلة الأولى ،مناقضة لكل مسلمات المجتمع وبديهياته (وأوثانه ) ومقدساته .لكن هذه الفكرة الجديدة ،تكون انعكاسا حقيقيا لتناقضات المجتمع , وتعبيرا عن إفلاس المؤسسات التقليدية وفشلها في القدرة على تقديم الحلول..بالتدريج ،تبدأ الفكرة الجديدة – التي تبدو هجينة ومرفوضة أول الأمر – بالانتشار ،وتتصارع مع المنظومة الفكرية القديمة إلى أن تنتصر عليها ، وتقلب الواقع الاجتماعي كله كتحصيل حاصل . هذا ما أقصده بالثورة التي يمثلها مالك بن نبي . ثورة فكرية حقيقية تنطلق أساسا من استشعار جدب وبؤس وعقم الحلول السائدة . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:موقع القرآن من أجل النهضة

Comments (0)
Add Comment